الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة كرول في الترجي: هوامش على دفاتر التكذيب والتضليل والتمويه…وشهادات في الطاعة والولاء

نشر في  30 جانفي 2014  (20:37)

منذ نحو شهرين ونصف من الزمن صعد اسم الفني الهولندي رود كرول الى واجهة الأحداث بعد أن فرضته “الارادة الشعبية” وهرسلة وسائل الاعلام وكذلك نجاحات السي آس آس كمدرب للمنتخب الوطني في اللقاء الفاصل نحو مونديال البرازيل والذي ركعنا فيه بالأربعة ضد أسود كامرونية هرمت…

ومنذ ذلك التاريخ بدأ كرول في التنصّل من التزاماته الأخلاقية والمعنوية التي كانت تربطه بالنادي الصفاقسي الذي أعاد بث اسمه في الساحة الكروية، ولقصار الذاكرة أو من قلّت معارفهم الكروية، فان “المستر الهولندي” تضاءلت أسهمه مؤخرا في محطتي الزمالك وأورلاندو بيراتس قبل نجاحه مجددا في صفاقس…

مربط الفرس في هذه الحكاية ونقطة البداية والنهاية تتمثّل في التحاق كرول بالترجي وهذا ما أشّرته ولمّحت اليه وسائل اعلام عديدة منذ قرابة الشهرين،وهو ما نفته الهيئة الترجية وبتواطؤ من بعض اعلاميي البلاط ممن استحالوا الى أنصار وأجادوا أدوار التعتيم والتلهية والتكتم حتى ينجح مخطط الترجي في تحويل كرول عبر الطريق السريعة من صفاقس الى العاصمة ثم عادوا مجددا وبمنتهى الوقاحة لاستعراض بطولات وهمية عنوانها السبق الصحفي حتى وان كان ضعيف المتن والسند والمرجعية الأخلاقية…

هذا الهولندي خرج ليبرّر تنكره للصفاقسية بأنه ليس متصرفا ماليا حتى يرضى بالمواصلة هنالك بعد أن مل تشكيات اللاعبين..غير أن الهولندي أيقونة الأجاكس سابقا كان يتقاضى نحو 50 مليون شهريا من صفاقس وها أنه يظهر عبدا للمال والدولار بدليل أنه رضخ لاغراءات الترجيين واختار تعكير الفرحة الصفاقسية بكأس الكنفدرالية والتحوّل الى الحديقة ب بعد احتجاب عن الأحداث دام شهرا ونيف…

من حق الترجي أن يتعاقد مع أي مدرب كان مهما كان الاسم والوجهة والسوق مادامت الخطوة قانونية بتوفير الشرط الجزائي، لكن الكيفية مرفوضة بالطول والعرض وهي لا تليق أخلاقيا بمدرسة اسمها الترجي وعنوانها العراقة وتاريخها يؤشر ل95 سنة من المجد وليس لأفعال مراهقة مثل هذه..

كرول ليس زاغالو أو مورينهو أو غوارديولا أو أنشيلوتي وسمّوا من شئتم من القامات المديدة حتى يتسم استقدامه بهذا السيناريو الهيتشكوكي، وكان حريّا بالمسؤولين الترجيين منذ البداية أن يعترفوا بأنهم يفاوضونه جهرا..ولا أن تتم مفاتحته حين كان مشرفا على حظوظ بلد كامل استعدادا للمونديال قبل مواجهة الكامرون ثم ما تلاها للسي اس اس في نهائي كأس الكنفدرالية الافريقية الذي أنقذته كرة “الروج” في مرمى “كيديابا مازمبي” من خسارة كانت قريبة من التحقق…

الترجي أخطأ مرة أخرى حين أمر شكري الواعر بالنفي والتفنيد ذات حصة من الأحد الرياضي عقب هزيمة الدربي بأوامر من حمدي المدب مفادها تكذيب رواية قدوم كرول الى الترجي وها أن اجتهادات الصحفيين تصدق فيما كذبت الروايات الترجية المختلفة..وهي مناسبة ملائمة جدا هذه المرة لنسأل شكري الواعر ان كان ليلتها “لاباس؟؟؟”

في ذات السياق أصرّ مثلا رياض بنور على انكار الحكاية والتأكيد بأن من سيخلف ماهر الكنزاري سيكون مدربا فرنسيا غير أن الوقائع أثبت أن كل المحاولات للتضليل انكشفت للعيان بتواطؤ من كرول الذي أثبت فعلا أنه يجيد “الكرة الشاملة” باتفاقه سرا مع الترجي والمناورة بحكاية عرض الافريقي وقبله العربي القطري وكذلك ناد صيني، والغاية من ذلك طبعا هي الاشارة للرأي العام الرياضي بأن اتصالاته مع الترجي لم تأت مباشرة أثناء مباشرته لمهامه في صفاقس بل تلت عروضا أخرى وها أن اتفاق نادي باب الجديد مع لاندري شوفان مثلا يكشف ما تبقى من مسلسل مهزوز السيناريو وضعيف الأداء من قبل بعض “الكومبارس” الذين كانوا ومازالوا أداة طيّعة في وسائلهم الاعلامية لأولياء نعمهم يتم اقتيادهم عنوة الى هذا الاتجاه أو ذاك…

ما حدث من تجاذبات بشأن هذا الفني لن يكون السيناريو الأول أو الأخير، فمنذ سنتين تقريبا وحين قرّر نبيل معلول مغادرة الترجي بعد التتويج بدوري الأبطال فان المسؤولين كانوا يلحّون في ترويج لما مفاده أنه باق، وعند اعداد سيناريو اقالة دوكاستال أصرت الهيئة على التكذيب قبل أن تحكم فيه احدى المواجهات بعد أسبوع بالاقالة، ومرة أخرى حين كان معلول مدربا للترجي فان الهيئة فاوضت ماهر الكنزاري سرّا واستقدمته من السيلية بعد شهرين، وكما جاء كرول بمثل هذه الشاكلة فالثابت أن هذا السيناريو اللعين سيطارده كما سابقيه …فمن استقدم العديد من الأسماء بمثل تلك الشاكلة تحت جنح الظلام لن يتردّد في تكرارها حتى وان كانت التداعيات القادمة تلوح وخيمة في ظل تصعيد كبير من هيئة صفاقس التي نددت بنا اعتبرته جرما أخلاقيا ترجيا في انتظار اصدارها لبيان جديد..وبين ما يعد له “حاكم الظل” في الترجي ونعني به رياض بنور في الندوة الصحفية المرتقبة يلوم الثلاثاء من ردود توحي بملف سيتضخم ككرة الجليد…

فقط نشير الى أن تاريخ الترجي مع مثل هذه الصفقات التي تدبّر بليل على شاكلة أمير المقدمي وبشير المقعدي واسكندر السويح وزياد التريكي وأيمن بن عمر وغيرهم كان مآلها الفشل رغم ما أحيط بها من هالة اعلامية اعتادها البعض للتغطية عن تجاوزات لا تليق بتاتا بتاريخ الترجي واشعاع اسمه، فكرول لن يكون نبيّا حتى تفتح من أجله ادارة الأحمر والأصفر كل هذه الواجهات للصراع حتى وان كانت جبهة النصرة متجنّدة بمصادحها وأقلامها لتبرير الصفقة والتغطية عنها واعتبارها “اختيارا حكيما” وصائبا…فقط كان بالامكان تجاوز كل هذه الضجة لو تعاملت الهيئة بطريقة صريحة وشفافة منذ البداية لا باعتماد المراوغات والتضليل والتكذيب وغيرها من الأساليب التي باتت “ايتيكات” ملتصقة بهيئة المدب وبنور الى درجة باتت توحي بوقوع المحظور…
طارق العصادي